حجة الإسلام والمسلمين سعادت نجاد، ممثل الولي الفقيه السابق في فيلق القدس:
كان الحاج قاسم يراعي حساسيات جميع الأفراد والجماعات، كل الجنسيات والمذاهب. كان يحترم مقدسات الجميع ويكرمها. لذلك كان السني يجلس معه ويشعر أنه سني، والشيعي يراه شيعياً بكل معنى الكلمة.
عمل الحاج قاسم مع حماس، التي هي حركة سنية، ولكنه كان شديد الحرص على مراعاة مذهب أهل السنة في تعاملاته وأعماله معهم. وهذا ما جعل الجميع في حماس يعشقونه. ما ميز الحاج قاسم ويجعله محبوبًا لدى الجميع هو إخلاصه وصدقه في خدمة القضايا الإسلامية. كما أشار إسماعيل هنية في تشييع جنازته، قائلاً: "نشهد أن الحاج قاسم شهيد القدس"، وكرر ذلك ثلاث مرات، وهذا هو قناعة حماس العميقة.
يُعتبر الحاج قاسم شهيد القدس وفلسطين. خلال استعادة آمرلي، تم نشر العديد من الصور له. سألت الحاج قاسم ذات مرة: لماذا ظهرت أمام الكاميرا بهذا الشكل؟ كنت دائمًا تبتعد عن الأضواء، فما الذي تغير هنا؟ فأجاب: "كان لذلك سبب. أردت أن أوصل رسالة للعالم أجمع، أن يعلموا أنه إذا انتُهكت حقوق أي شيعي في أي مكان أو تعرض للظلم، فسأكون، أنا الحاج قاسم، ومن ورائي الجمهورية الإسلامية، في طليعة المواجهة ضد الظالم، وسنقف بجانب الشيعي المظلوم."
حدث مرات عديدة أن يعقد الحاج قاسم اجتماعات مع الجماعات وزعماء الأحزاب للتباحث والنقاش. المحادثات أحيانًا كانت لم تصل إلى نقطة حول تشكيل تحالف للوحدة، سواء في الانتخابات أو بناء الحكومة، وعندما لا تثمر هذه الجلسات نتائج، كان الحاج قاسم يشعر بالإرهاق ويقرر إنهاء الاجتماع. من هناك، كان يتوجه إلى كربلاء. وإذا كان قريبًا من قبر أمير المؤمنين (ع) في النجف، كان يذهب إلى قبره ويدعوا عنده. البكاء والتضرع في حرم أهل البيت (ع) كانا مفتاح النصر والفتح بالنسبة للحاج قاسم.
كان الحاج قاسم سليماني يحمل حساسية خاصة تجاه احترام العلماء، سواء كانوا شيعة أو سنة، وأيضًا تجاه المراجع العظام.
كان دائمًا ملتزمًا في تحركاته بأن يضع العلماء في الطليعة ويشركهم في الميدان، لأنه كان يقول: "إذا دخل العلماء الميدان، سيدخل باقي الناس أيضًا. نظرة الناس تتوجه نحو علمائهم ومفكريهم." لقد رأيته في مناسبات مختلفة وظروف متعددة، عندما كانت لديه فكرة أو مبادرة يريد تنفيذها، كان يقول: "لن تُحل المشكلة ولن يتحقق العمل إلا إذا أحضرنا ذلك العالم أو المرجع أو تلك الشخصية العلمية وأشركناه في الميدان.